د. بياري لـ”المدينة”: قلة الموارد أكبر تحديات مؤسسات المجتمع المدني

حاوره- إبراهيم جبريل تصوير/ منصور السند بتاريخ النشر: 31 ديسمبر 2022

د. بياري لـ”المدينة”: قلة الموارد أكبر تحديات مؤسسات المجتمع المدني

كشف نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البر بمكة المكرمة الدكتور محمد مصطفى بياري في حوار مع «المدينة» أن عدد المستفيدين من كافة برامج الجمعية بلغ 600 ألف مستفيد من خلال 16 برنامجًا ومبادرة أقامتها ساهم في تنفيذها أكثر من 2573 متطوعًا ومتطوعة، مشيراً إلى أنه تم تمكين المرأة في المناصب القيادية ومساعدتها على تحقيق تطلعاتها من خلال بناء الرؤية والقدرات والشعور بالانتماء للمجتمع.

وبين الدكتور بياري أنه في ظل التغيرات التي تحصل سواء محلياً أو عالمياً ومنها جائحة كورونا على سبيل المثال لابد من الاعتماد على الاستثمار لأن أموال المتبرعين غير دائمة، مبيناً بأن نقص التمويل وقلة الموارد أحد أكبر التحديات التي تواجهها مؤسسات المجتمع المدني وإليكم الحوار.

– في البداية حدثنا عن جمعية البر بمكة وأبرز ما تقدمه وعدد المستفيدين من خدماتها؟

تأسست الجمعية منذ ما يقارب 75 عامًا تحت مسمى هيئة صندوق البر بمبادرة من مجموعة من المؤسسين -رحمهم الله- وتخدم الفقراء المقيمين داخل حدود الحرم بالإضافة إلى خدمة زوار بيت الله الحرام وانتهجت الجمعية التمكين والاستدامة في العديد من برامجها وخدماتها بهدف تحقيق الحياة الكريمة لهم، وقدمت 25 برنامجًا، وفي عام 2022م وصل عدد مستفيديها إلى 16 ألفًا من الأرامل والأيتام والمطلقات والمسنين ومرضى الفشل الكلوي وذوي الدخل المحدود وأصحاب الحالات الطارئة والأضاحي والديات والمقترضين.

– ما الشروط المطلوبة لتسجيل المستفيدين؟

أهم الاشتراطات أن يكون من سكان مدينة مكة المكرمة ويجب ألا يزيد دخل المتقدم عن خمسة الألف ريال وليس له سكن ملك بمفرده ويكون لدية عائلة ولا يقل سن المتقدم عن 45 سنة إلى في الحالات الاستثنائية كالمرض والإعاقة ويرفق تقرير جديد معتمد باللغة العربية ويجب ألا يكون لدية نشاط تجاري أو سجل تجاري وألا تكون السيدة عزباء مع والديها أو متزوجة ويتم تسجيل العزباء في حالات استثنائية كيتميه الأبوين ويتم تسجيل المتزوجة في حالات استثنائية كمرض الزوج.

مبادرات الجمعية

– ما أبرز المبادرات التي تقدمها الجمعية وعدد المستفيدين من كل مبادرة من المحتاجين؟

تصل المبادرات إلى 16مبادرة واستهدفت ما يقارب 8000 مستفيد، ولعل من أبرزها مبادرة «نميزهم لنتميز بهم» التي تهتم بالجانب التعليمي لدى الأيتام وتخدم 500 طالب وطالبة، وهي مبادرة مستدامة، انبثقت منها ثلاث مبادرات تخدم الطلاب وأولياء أمورهم، وأيضًا من المبادرات المتميزة والإنسانية التي قامت بها الجمعية مبادرة «أمنيتي» وتستهدف الأطفال المصابين بأمراض مزمنة، وتميزت الجمعية بتصميم وتقديم مبادرة «نرشدهم لنجمعهم» وهي مبادرة موسمية يصل عدد مستفيديها إلى 30 ألفًا من قاصدي بيت الله الحرام وقمنا بإطلاق برنامجين موسميين مستدامين وهي إفطار صائم ونرويهم خلال شهر رمضان المبارك واستهدفت زوار بيت الله الحرام والمعتمرين ويصل عدد مستفيديها إلى 600 ألف مستفيد لكل برنامج.

– كيف يتم قبول المتطوعين للعمل بالجمعية؟

لا يوجد لدينا معايير محددة لقبول المتطوعين، ووصل عددهم الآن 2573 متطوعًا، ويتم قبولهم عن طريق منصة التطوع أما بالنسبة لمجالات التطوع فهناك العديد من مجالات العمل التطوعي في الجمعية منها المجال الاجتماعي والإداري والصحي والتقني والإعلامي.

استدامة الاستقرار

– ما خطط الجمعية لتحقيق الاستقرار بدلاً من الاعتماد على التبرعات؟

تعتمد الجمعية على الاستثمار في العقارات الموجودة باسم الجمعية وتشغيلها بالشكل الأمثل لضمان عائد مالي منتظم وأيضًا تم التواصل مع شركات محلية وبالذات التي تعمل في تشغيل الموارد للاستفادة القصوى من الأرصدة الموجودة وتشغيلها لتدر عائدًا ثابتًا، خاصة في ظل المتغيرات، مثل جائحة كورونا حيث إن الاعتماد على أموال المتبرعين مشكورين غير دائمة ولضمان سير البرامج المختلفة بالشكل المطلوب والأمثل.

– ماذا قدمت الجمعية لتمكين المرآة؟

مكنت الجمعية المرأة في المناصب القيادية ومساعدتهن على تحقيق تطلعاتهن من خلال بناء الرؤية والقدرات والشعور بالانتماء للمجتمع ترسم الرابطة ملامح عملية.

– ما الشراكات التي استهدفتها الجمعية لتعزيز العمل وتطويره؟

لدينا شراكات واتفاقيات مع جهات مختلفة، أبرزها شركة الخبراء المتحدون لتقنية المعلومات، ومنصة تبرع وهي منصة مهتمة بجمع التبرعات، من خلال هذه الشراكة تعاملنا مع التبرعات بطرق احترافية تواكب التطور التقني في المملكة، ومن الاتفاقيات التي ساعدت على جمع التبرعات وإنجاز المشاريع التنموية التي تخدم المستفيد هي الاتفاقية التي كانت بين الجمعية والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي ومنصة إحسان.

مركز غسيل الكلى

– ما أحدث المبادرات التي قدمتها الجمعية؟

قدمنا مبادرة في المجال الصحي، حيث تم إنشاء أول مركز غسيل كلى الأطفال في المملكة بالتعاون مع مستشفى الأطفال والولادة بمكة المكرمة وتهدف إلى تقديم جلسات غسيل الكلى للأطفال وتوفير الرعاية الصحية المناسبة لهم وعدد المستفيدين من هذه المبادرة 56 مريضًا كل مريض 3 غسلات في الأسبوع بمعدل 22 مريضًا لليوم على فترتين وتصل سنويًا إلى 6336 جلسة غسيل ويصل عدد الأجهزة 11 جهازًا و11 سريرًا مخصصة للأطفال.

– ما أبرز المعوقات التي تواجهها الجمعيات الخيرية والقطاعات غير الربحية وسبل تجاوزها ومعالجتها؟

نقص التمويل أحد أكبر التحديات التي تواجه مؤسسات المجتمع المدني، ويعد أكبر التحديات التي تواجه القطاع الثالث وقلة الموارد ولا يزال تجميع الموارد يمثل تحديًا لأنه من الصعب العثور على شريك يتقاسم القيم والاعتقاد نفسهما وعدم الرغبة في الاستثمار في اتجاهات التسويق وكيف تتغلب مؤسسات القطاع الثالث على هذه التحديات، ويجب على مؤسسات المجتمع المدني أن تتبنى دور التكنولوجيا في مؤسساتها وكذلك وضع خطة استراتيجية للاستدامة حيث تبدأ المؤسسة بالتزامن مع مهمة المنظمة وفهم من هم جمهورهم المستهدف والتكيف مع سلوكياتهم وتفضيلاتهم وتحديد مجالات المشكلات والتوفيق بين هذه المشكلات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات التسويق للبدء بشكل استراتيجي واستثمار الوقت والتوجه الاستراتيجي في إنشاء برنامج تدريبي فعال للمتطوعين يركز على التوقعات والمبادئ التوجيهية والإجراءات والأهداف.

– ماذا تقدم الجمعية لضيوف الرحمن؟

نحمد الله بأن شرفنا بالاستقرار في هذه العاصمة المقدسة وبالطبع عملنا على تقديم عدة برامج لقاصدي بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين والزوار ومن هذه البرامج «إفطار صائم» و»نرشدهم لنجمعهم» و»نرويهم» و»إطعام الحاج».